من فروق ما بين أجر الخالق وأجر المخلوق
الإنسان إذا عمل لربه فهو على الحقيقة يعمل لنفسه لأن النفع عائد له في الدنيا والآخرة.
أما في الآخرة فظاهر وهو نجاته من النار ودخوله الجنة، وهذا منتهى زوال الرهبة وتحقق الرغبة، وغاية ما سمَتْ إليه همم الأنبياء عليهم السلام وأتباعهم على الحقيقة.
وأما في الدنيا فهذا الذي قد لا يعرفه كثير من المعرضين، وقد يعرفه مجملاً من غير تفصيل كثير من المتعبدين.
وهنا لا بد من الكلام في علة التكليف وحكمته ليتبين هذا الأمر.
وحيث أنه قد اختلفت طرق الناس في ذلك مع كون الرب سبحانه لا ينتفع بالطاعة ولا تضره المعصية فقد ذكر ابن القيم رحمه الله هذه الطرق وهي: طريق الجبرية والقدرية والفلاسفة، ثم ذكر الرابع وهو طريق أتباع الرسل، قال:
وأما أتباع الرسل الذين هم أهل البصائر فحكمة الله عز وجل