النبي صلى الله عليه وسلم علمنا السلام على أهل القبور، وكان الصحابة يسلمون على شهداء أحد وقد ثبت أن أرواحهم في الجنة تسرح حيث شاءت.
ولا يضيق عقلك عن كَوْن الروح في الملأ الأعلى تسرح في الجنة حيث شاءت وتسمع سلام المسلم عليها عند قبرها وتدنو حتى ترد عليه السلام.
وللروح شأن آخر غير شأن البدن، وهذا جبريل صلوات الله وسلامه عليه رآه النبي صلى الله عليه وسلم وله ستمائة جناح منها جناحان قد سدّ بهما ما بين المشرق والمغرب، وكان من النبي صلى الله عليه وسلم حتى يضع ركبتيه بين ركبتيه ويديه على فخذيه، وما أظنك يتسع بطانك أنه كان حينئذ في الملأ الأعلى فوق السموات حيث هو مستقره. وقد دنا من النبي صلى الله عليه وسلم هذا الدنو، فإن التصديق بهذا له قلوب خُلِقَت له وأُهِّلَتْ لمعرفته، ومن لم يتسع بطانه لهذا فهو أضيق من أن يتّسع للإيمان بالنزول الإلهي إلى سماء الدنيا كل ليلة وهو فوق سمواته على عرشه