ووليه ومعبوده أهلاً لكل خير ويرى نفسه أهلاً لكل شر، وهذا أساس جميع الأعمال الصالحة الظاهرة والباطنة، وهو الذي يرفعها ويجعلها في ديوان أصحاب اليمين.
ثم يبرق له في نور اليقظة بارقة أخرى يرى في ضوئها عيوب نفسه وآفات عمله وما تقدم له من الجنايات والإساءات وهتك الحرمات والتقاعد عن كثير من الحقوق والواجبات، فإذا انضمّ ذلك إلى شهود نعم الله عليه وأياديه لديه رأى أن حق المنعِم عليه في نعمه وأوامره لم يُبْقِ له حسنة واحدة يرفع بها رأسه، وقد اطمئن قلبه وانكسرت نفسه وخشعت جوارحه وسار إلى الله ناكس الرأس بين مشاهدة نعمه ومطالعة جناياته وعيوب نفسه وآفات عمله قائلاً: أبوء لك بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.
فلا يرى لنفسه حسنة ولا يراها أهلاً لخير فيُوجب له أمرين عظيمين:
أحدهما: إستكثار ما مِن الله عليه.
والثاني: إستقلال ما منه من الطاعة كائنة ما كانت، ثم تبرق له بارقة أخرى يرى في ضوئها عزّة وقته وخطره وشرفه وأنه رأس مال