وضعف عزيمة السائر ونيته، فيتولّد من ذلك: الإنقطاع والرجوع والمعصوم من عصمه الله.
وكلما رقى السائر في ذلك الجبل اشتد به صياح القاطع وتحذيره وتخويفه.
فإذا قطعه وبلغ قٌلّته: انقلبت تلك المخاوف كلهن أماناً، وحينئذ يسهل السير، وتزول عنه عوارض الطريق ومشقة عقباتها ويرى طريقاً واسعاً آمناً يُفضي به إلى المنازل والمناهل، وعليه الأعلام، وفيه الإقامات قد أُعدّت لركب الرحمن.
فبين العبد وبين السعادة والفلاح قوة عزيمة وصبر ساعة وشجاعة نفس وثبات قلب، والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.