كم ممن يسير وقد يكون جاداً في سَيْره لكنه لا يبالي بمعالم الطريق وإنما هِمته منصرفة إلى أن يسير لا كيف يسير، وهذا الصنف عُرْضة لكل آفة حيث أن الطريق محفوف بالأخطار والقُطّاع.
قال ابن القيم رحمه الله: وأما الاستقصاء في رؤية علل الأعمال فهو التفتيش عما يشوبها من حظوظ النفس وتمييز حق الرب منها من حظ النفس ولعل أكثرها أو كلها أن تكون حظاً لنفسك وأنت لا تشعر.
فلا إله إلا الله، كم في النفوس من عِلل وأغراض وحظوظ تمنع الأعمال أن تكون لله خالصة وأن تصل إليه.
وإن العبد ليعمل العمل حيث لا يراه بشر البتة وهو غير خالص لله، ويعمل العمل والعيون قد استدارت عليه نطاقاً وهو خالص لوجه الله، ولا يميز هذا إلا أهل البصائر وأطبّاء القلوب العالمون بأدوائها وعِللها.