ولا منه، ولا فيه منفعة ولا يُرغب في مثله وأنه لا يصلح للإنتفاع إلا بجبر جديد من صانعه وقيَمه.

فحينئذ يستكثر في هذا المشهد ما من ربه إليه من الخير ويرى أنه لا يستحق قليلاً منه ولا كثيراً فأيّ خير ناله من الله استكثره على نفسه.

وعَلِمَ أن قدره دونه وأن رحمة ربه هي التي اقتضت ذكره به وسياقته إليه، واستقل ما من نفسه من الطاعات لربه ورآها ولو ساوَتْ طاعات الثقلين من أقل ما ينبغي لربه عليه، واستكثر قليل معاصيه وذنوبه.

فإن الكَسْرة التي حصلت لقلبه أوجبت به هذا كله.

فما أقرب الجبر من هذا القلب المكسور وما أدنى النصر والرحمة والرزق منه، وما أنفع هذا المشهد له وأجْداه عليه، وذرّة من هذا ونَفَس منه أحب إلى الله من طاعات أمثال الجبال من المُدِلّين المعجبين بأعمالهم وعلومهم وأحوالهم.

وأحب القلوب إلى الله سبحانه قلب قد تمكّنت منه هذه الكسرة وملكتْه هذه الذلة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015