ذكر ابن القيم من علامات صحة القلب أن يرتحل عن الدنيا حتى ينزل بالآخرة ويحل فيها حتى يبقى كأنه من أهلها وأبنائها جاء إلى هذه الدار غريباً يأخذ منها حاجته ويعود إلى وطنه كما قال عليه السلام لعبد الله بن عمر: (كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل وعُدَّ نفسك من أهل القبور).
وكلما صحّ القلب من مرضه ترحّل إلى الآخرة وقَرُب منها حتى يصير من أهلها.
وكلما مرض القلب واعتلّ آثر الدنيا واستوطنها حتى يصير من أهلها.
ومن علامات صحة القلب أنه لا يزال يضرب على صاحبه حتى ينيب إلى الله ويُخبت إليه ويتعلق به تعلق المحب المضطر إلى محبوبه الذي لا حياة له ولا فلاح ولا نعيم ولا سرور إلا برضاه وقربه والأنس به.