قال ابن القيم –رحمه الله- عن النفس الأمارة بالسوء:
تأمر صاحبها بما تهواه من شهوات الغي واتباع الباطل، فهي مأوى كل سوء، وإن أطاعها قادته إلى كل قبيح وكل مكروه.
وقد أبر سبحانه أنها أمارة بالسوء ولم يقل: (آمرة) لكثرة ذلك منها، وأنه عادتها ودأبها إلا إذا رحمها الله وجعلها زاكية تأمر صاحبها بالخير فذلك من رحمة الله لا منها، فإنها بذاتها أمارة بالسوء لأنها خُلقت في الأصل جاهلة ظالمة. انتهى.
إذا كانت صفات النفس الأصلية أنها جاهلة وذلك يعني عدم العلم، وظالمة وذلك يعني عدم العدل؛ فما كان فيها من علم يخرجها من جهلها وعدل يخرجها من ظلمها فمِنْ فاطرها، وفهْم هذا يقطع عروق الإعجاب بالنفس فما لها من ذاتها خير تُعْجب به وتدّعيه، قال تعالى: (إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً).
ثم قال: والعدل والعلم طارئ عليها بإلهام ربها وفاطرها لها ذلك، فإذا لم يلهمها رشدها بقيت على ظلمها وجهلها.