بذلك، وهذا فعل النفوس الصغار تصيدها صُوَر المخلوقات فتوثقها وتقطها عما فُطرت عليه من السمو إلى مطلوبها الذي هو في العلو.
قال ابن القيم: ولما كانت المحبة التامة مَيْل القلب بكليته إلى المحبوب كان ذلك الميل حاملاً على طاعته وتعظيمه، وكلما كان الميل أقوى كانت الطاعة أتم والتعظيم أوفر.
وهذا الميل يُلازم الإيمان بل هو روح الإيمان ولبّه، فأي شيء يكون أعلى من أمر يتضمن أن يكون الله سبحانه أحب الأشياء إلى العبد وأولى الأشياء بالتعظيم وأحق الأشياء بالطاعة؟
وبهذا يجد العبد حلاوة الإيمان كما في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان، من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، ومن كان يحب المرء لا يحبه إلا لله، ومن كان يكره أن يرجع إلى الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار).
فعلّق وجود حلاوته بما هو موقوف عليه ولا يتم إلا به وهو كونه أحب الأشياء إلى العبد هو ورسوله صلى الله عليه وسلم. انتهى.