ذكر ابن القيم قول المسيح عليه السلام للحواريين: إنكم لن تلحوا ملكوت السماء حتى تولدوا مرتين.
وذكر أن أرواح المؤمنين وقلوبهم وُلِدَت بالنبي صلى الله عليه وسلم ولادة أخرى غير ولادة الأمهات.
فإنه أخرج أرواجهم وقلوبهم من ظلمات الجهل والضلال والغي إلى نور العلم والإيمان وقضاء المعرفة والتوحيد فشاهدت حقائق أُخر وأموراً لم يكن لها بها شعور قبله قال تعالى: (الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ).
ثم قال: والمقصود أن القلوب في هذه الولادة ثلاثة: قلب لا يولد ولم يأنِ له بل هو جنين في بطن الشهوات والغي والجهل والضلال.
وقلب قد وُلِد وخرج إلى قضاء التوحيد والمعرفة وتخلص من مشيمة الطباع وظلمات النفس والهوى فقرتْ عينه بالله وقرّت عيون به وقلوب، وأنِسَت بقربه الأرواح، وذكّرَتْ رؤيته بالله فاطمأن