والإجلال والتعظيم والخوف والرجاء. ومما يقرب هذا للفهم حال الملائكة عليهم السلام حيث أنهم في نعيم لا يبلغه الوصف ليس لأجل الجنة المخلوقة فهي لم تخلق لهم وليسوا كبني آدم يأكلون ويشربون ويتلذذون بالنكاح ونحو ذلك وإنما نعيمهم بتحقيق عبوديتهم لإلههم الحق سبحانه ومحبتهم له وقربهم منه.
وحالهم هذه تشبهها فطرتنا التي فطرنا عليها وإنما انصراف قلوبنا وأرواحنا عن هذا النعيم طارئ دخيل ليس هو في أصل الفطرة.
إن الشيطان لا يحتاج معنا إلى جهد وعناء فلكثافة جهلنا بما أتى به نبينا صلى الله عليه وسلم –وأعني الفقه فيه ليس مجرد قراءته-، وكذلك لإيثارنا العاجل أصبحنا بهذا وذاك صيداً هيّناً سهلاً بخلاف ما كان عليه الصحابة رضوان الله عليهم والسلف من عدم تمكّنه منهم، فاللهم أعِذْنا من الشيطان الرجيم.