يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه، فتأمل تعلق إرادتهم بماذا؟.
وبعد أن نهاه أن يَعْدُ عيناه عنهم ملتفتاً إلى زينة الحياة الدنيا، وأخبر سبحانه أن من تلك حاله فقد انفرط عليه أمره فهو يسير خلاف فطرته وخلاف ما خُلق له.
والمؤمن الصادق يضع الدنيا موضعها الذي وضعها الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم.
فهي في اعتقاده وعمله وسيلة لا غاية ومركب يوصله إلى ربه ليس أن تركبه هي كما تفعل بمن تعبّدها قلبه فصار عبداً للدينار والدرهم.
وهي لما صارت كذلك طُلبت من أي وجه.
وحيث أنه قد تبين شأن الغنى السافل والذي عليه يتنافس المتنافسون فقد ذكر ابن القيم أنه لا هِمة أضعف من همّة من رضي بهذا الغنى الذي هو ظل زائل، وهذا غِنى أرباب الدنيا الذي فيه يتنافسون، وإياه يطلبون، وحوله يحومون.
ولا أحب إلى الشيطان وأبعد من الرحمن من قلب ملآن بحب هذا الغنى والخوف من فقده.