فالفقر خير العلاقة التي بينه وبين ربه، والنسبة التي ينتسب بها إليه والباب الذي يدخل منه عليه.
ويُحكى عن بعض العارفين أنه قال: دخلت على الله من أبواب الطاعات كلها، فما دخلت من باب إلا رأيت عليه الزحام فلم أتمكّن من الدخول حتى جئت من باب الذل والإفتقار فإذا هو أقرب باب إليه وأوسعه ولا مزاحم فيه ولا مُعوّق. فما هو إلا أن وضعت قدمي في عتبته فإذا هو سبحانه قد أخذ بيدي وأدخلني عليه.
وكان شيخ الإسلام ابن تيمية رضي الله عنه يقول: من أراد السعادة الأبدية فليلزم عتبة العبودية.
وقال بعض العارفين: لا طريق أقرب إلى الله من العبودية ولا حجاب أغلظ من الدعوى، ولا ينفع مع الإعجاب والكبر عمل واجتهاد.
لزوم عتبة العبودية إنما يتخقق بالإفتقار، فالفقر إلى الله على ما تقدم بيانه هو العبودية قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ).
وقال: فهنا وقفت شهادة العبد مع فضل خالقه ومنته، فلا يرى لغيره شيئاً إلا به وبحوله وقوته، وغاب بفضل مولاه الحق عن جميع