وقد يقول حالق لحيته أيضاً: (الشأن بالقلوب وليس بالظواهر، والتقوى ها هنا –مشيراً إلى قلبه-)، فيقال له: نعم .. إن الأصل إيمان القلب وإذعانه وذله لخالقه، لكن ما الذي فصل الأعضاء الخارجية عنه، فالكل موضع العبودية والأمر والنهي، والحقيقة أنه لو كانت في القلب تقوى لظهرت على الأعضاء .. إن الذي أمر بعمل القلب واعتقاده هو الذي أمر بعمل الأعضاء الخارجة وكيفية ذلك العمل، والتفريق بين القلب في العمل بطاعة الله وبين الجوارح فعل المرجئة.
وهذه بعض القصص والأمثلة لزيادة البيان:
قال السيوطي في تاريخه: (وفي سنة سبع وثلاثين ومائتين –هجرية- بعث "المتوكل" إلى نائب مصر أن يحلق لحية قاضي القضاة بمصر/ أبي بكر محمد بن أبي الليث، وأن يضربه ويطوف به على حمار، ففعل –ونعم ما فعل- فإنه كان ظالماً من رؤوس الهمجية، وولى القضاء بدله