ومشهد الحسين 1 فعندهم من التعظيم لهما والعبادة والوقار والملازمة لذلك بالعشي والإبكار والإقبال على ذلك على سائر الأحوال والإكثار أجل وأكثر مما عندهم لله الواحد القهار, ولقد شب فيهم على ذلك الكفر وقبيح ذلك المنكر والفجر الرعاع والأطفال, وشاب عليه الصغار من الرجال فلا يسمع في سائر الاحوال بين أولئك السفلة الانذال والأرذال الضلال ذكر لرب ذي العزة والجلال, وإنما ديدنهم ذكر علي والحسين وبقية الآل.
وأما جميع قرى الشط 2 والمجرة 3 فقد لبسوا ثياب الشرك والضلال والمعره بل كانوا أهله وأصله ومقره, وكذلك ما حول البصرة وما توسط فيها من تلك القبب والمشاهد التي أصبح كل إليها مقبلا وقاصدا لا سيما قبر الحسن البصري والزبير رضي الله عنهما, فقد طلبوا الفرج منهما وصرفوا لهما من العبادة الدعا والاستغاثة عند الشدائد وطلبوا منهما جميع الفوائد, وليس لهذا منكر ولا حاجة سوى ما يصدر وما يشاهد في تلك البلدان من المنكرات والفواحش والمفاسد ولا يجحد ذلك إلا مباهت معاند.