" وأما أهل بلد برع 1 فعندهم البرعي رجل يرحل إلى دعوته كل ناء عن محله وبلدته يؤتي إليه من غير إشكال من مسيرة أيام وليال لطلب الإغاثة وشكاية الحال, ويقمون عند قبره للزيارة ويتقربون بالذبائح عنده كما حقق أخباره من شاهد حضرته واحتضاره, وأما أهل الهجرية 2 ومن حذا حذوهم فعندهم قبر يسمى بن علوان, وقد أقبل عليه العامة في نوايب الزمان واستغاث به منهم كل لهفان, فهم يلجأون به في كل وقت وأوان ويسميه غوغاهم منجي الغارقين كما حكاه بعض السامعين, وأغلب أهل البر منهم والبحر يطربون عند سماع ذكره ويستغيثون به وإن لم يصلوا إلى قبره وينذر له في البحر والبر, وعند أهل بلده وتعظيمه ما يزيد على الحصر ويفعلون عند قبره السماعات 3 والموالد, ويجتمع عنده أنواع من المعاصي والمفاسد, فليس في أقطار اليمن في هذا الزمن من يساويه في الاشتهار بل ولا في سائر الأقطار , ولهم في حضرته أمور يفعلونه دينا ويتوخونها حينا, فحينا يطعنون أنفسهم بالسكاكين والدبابيس وقد جعلها لهم عبادة إبليس, ويقولون وهم يرقصون وبما يغنيه طربون قد ملأ الوجد منهم ألبابا وذهنا يا سادتي قلبي بكم معنى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015