بفلان فأغيث فورا في ذلك الأوان, وفلان شكا لصاحب ذلك القبر حاله وأمره فأغاثه وكشف عنه ضره, وفلان شكا إليه حاجته فأزال عنه فقره وأمثال هذا الهذيان الذي هو زور وبهتان"1.
ولقد ذكر المؤرخ الجبرتي 2 قصة فريدة حدثت لواعظ بجامع المؤيد تبين مدى غربة الدين وأهله الموحدين في مصر حينئذ فقال ضمن حوادث عام ثلاثة وعشرين ومائة وألف: " في شهر رمضان قبل ذلك جلس بجامع المؤيد –أي الواعظ- فكثر عليه الجمع وازدحم المسجد وأكثرهم من الأتراك, ثم انتقل من الوعظ وذكر ما يفعله أهل مصر بضرايح الأولياء وإيقاد الشموع والقناديل على قبور الأولياء وتقبيل أعتابهم وفعل ذلك كفر يجب على الناس تركه, وعلى ولاة الأمور السعي في إبطال ذلك, وذكر أيضا قول الشعراني في طبقاته أن بعض الأولياء اطلع على اللوح المحفوظ وأنه لا يجوز ذلك ولا تطلع الأنبياء فضلا عن والتكايا 3 ويجب هدم ذلك, وذكر أيضا وقوف الفقراء بباب زويله 4 في ليالي رمضان فلما سمع حزبه ذلك خرجوا بعد صلاة التروايح