الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، أحمده جل وعلا حمداً يليق بجلاله وبعظيم سلطانه حمداً لا ينبغي لأحد سواه على تيسيره وتوفيقه لي في إعداد هذه الرسالة، وعونه جل وعلا حتى فرغت منها بعد رحلة طويلة وممتعة.
هذا وقد توصلت إلى النتائج التالية:
أولاً:
لقد تدهورت أحوال المسلمين في القرن الثاني عشر الهجري خاصة الحالة الدينية منها حتى كادت أن تتردى بهم إلى الجاهلية الأولى لولا رحمة الله عز وجل الذي هيأ لهذه الأمة المجدد الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.
فلقد هب الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله بالاحتساب على الشركيات وسائر المنكرات بكل بسالة وثبات رغم غربته في قومه مما يؤكد على أن قوة المحتسب الحقيقية تكمن في قوة إيمانه ويقينه بالله عز وجل واعتصامه بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
ثانياً:
إن الظروف الأسرية التي نشأ فيها المجدد المحتسب الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله من حفظ لكتاب الله عز وجل منذ نعومة أظفاره، وانشغاله بطلب العلم وارتحاله في سبيله هيأته إلى حد كبير للمهمة السامية التي تحملها بعدئذ.
مما يبين أثر التربية الصحيحة والتوجيه السليم في محيط الأسرة على توجُّهات وسلوك الأبناء بوجه عام والمتميزين منهم بوجه خاص.