ابن عباد1 مطوع ثرمدا2 في إقراره بالفرق بين توحيد الربوبية والألوهية بالقول المجرد عن العمل قائلا: " قولك إن المشركين الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أقروا بتوحيد الربوبية, ثم أوردت الأدلة الواضحة على ذلك, وإنما قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عند3 توحيد الألوهية, ولم يدخل الرجل في الإسلام بتوحيد الربوبية إلا انضم إليه توحيد الألوهية فهذا كلام من أحسن الكلام وأبينه تفصيلا, ولكن العام4 لما وجهنا إليه إبراهيم كتبوا له علماء سدير مكاتبة وبعثها لنا هي عندنا الآن ولم يذكروا فيها إلا توحيد الربوبية, فإذا كنت تعرف هذا فلأي شيء ما أخبرت إبراهيم ونصحته إن هؤلاء ما عرفوا التوحيد, وإنهم منكرون دين الإسلام, ... لأن كثيرا ممن واجهناه وقرأ علينا يتعلم هذا ويعرفه بلسانه فإذا وقعت المسألة لم يعرفها بل إذا قال له بعض المشركين نحن نعرف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا وأن النافع الضار هو الله يقول جزاك الله خيرا. ويظن أن هذا هو التوحيد ونحن نعلمه أكثر من سنة أن هذا هو توحيد الربوبية الذي أقر به المشركون.
فالله الله5 في التفطن لهذه المسألة فإنها الفارقة بين الكفر والإسلام.
ولو أن رجلا قال: شروط الصلاة تسعة ثم سردها كلها فإذا رأى رجلا يصلي عريانا بلا حاجة أو على غير وضوء أو لغير القبلة لم يدر أن صلاته فاسدة لم يكن