ستبكيه أجفاني حياتي وإن امت ... سيبكيه عني جفن طل ووابل

وتبكيه أقلامي أسى ومحاربي ... ويبكيه طرسي دائما وأناملي

عجبت لقبر ضمه كيف لم يكن ... يميد بحير فائض العلم سائل

ومن نعش كان حامل جسمه ... هنيئا له إذ كان أشرف حامل

ولا غرو أن يبكي الزمان لفقده ... فقد كان غيث الجود كهف الأرامل

فآهاً على ذاك المحيا وحسنه ... وآها على تلك العلوم الجلائل

وآها على تحقيقه في دروسه ... وتوضيحه للمعضلات المشاكل

فمن للبخاري بعده ولمسلم ... يبيّن المخبا منهما للمحاول

ومن ذا لتفسير الكتاب ومن ترى ... لأحكام فقه الدين من للرسائل

ومن لمسانيد سمت ومعاجم ... وكشف لثام الحكم عند النوازل

ومن للمعالي والبيان ومنطق ... وردع أخي الجهل الغوي المجادل

ومن بعده للصدع بالحق قائم ... بجد ولا يخشى ملامة عاذل

فوآ أسفي وآ لهف قلبي وحسرتي ... عليه وحزني لأكرم راحل

ويا ندمي لو كان يجدي من القضا ... ولكن قضاء الله أغلب حائل

ولو كان من ريب المنية مخلص ... لكنت له بالجهد أي محاول

فيا سائر الأولاد للشيخ إنني ... أعزيكموا مع ذي انتساب واثل

وأوصيكموا بالصبر طرا وبالرضا ... بجاري القضا في عاجل ثم آجل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015