مع علمي بأن (الإسلام) و (الإيمان) لو أُفرد كل منهما بالذكر لترادفا، ولو اجتمعا ـ كما في حديث جبريل ـ لتغايرا.
فبالله: أكان أبو بكر، أو عمر، أو عثمان، أو علي هكذا؟ أو يظن بهم ذلك؟
وكذلك طلحة، والزبير، وسعد، وسائر العشرة.
أكان ابن عمر، وابن عمرو، وابن عباس، وابن مسعود هكذا؟ أو يظن بأحدهم ذلك؟
أكان سعيد بن المسيب، وسعيد بن جبير، والأسود بن يزيد، وعلقمة، ومسروق، والربيع بن خثيم هكذا؟
أليس كل هؤلاء مؤمنين أم ماذا؟
إني أخاف أن يُحَرّض هذا الحديثُ المنكرُ على عدم ترك الاعتياد على الذنوب، بل الإصرار عليها بحجة أن هذا لا ينافي الاتصاف بالإيمان، بل بحجة أن أحد كبار الأئمة يرى أنه (من صفات الإيمان والمؤمنين) .
ولقد أحسن الحافظ المنذري ـ رحمه الله ـ صُنعاً إذ لم أجد لهذا الحديث عنده أثرٌ في كتابه القيم "الترغيب والترهيب" ـ على كثرة ما فيه من الواهيات ـ ولا يخفى على مثله هذا الحديث وجَوْدَةِ إسناده في الظاهر!!
فإن قال قائل: ألم يقل النبي - صلى الله عليه وسلم -: " كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين
التوابون "؟ ، و (كل) أيضاً من صيغ العموم؟