وهذا أيضاً لا يصح إلى ليث لضعف الرفاعي، وعنعنة المحاربي، فإنه كان يدلس بل يظن به الأخذ عن بعض الكذابين كما في ترجمته من "الضعفاء الكبير" (2 /348) ، وخلاصة الأمر أن هناك ارتياباً في وجود رجل اسمه (داود البصري) يروي عن أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -.
أما قول محقق "شعب الإيمان" (12/434) ـ عند التعريف به في حاشية الكتاب ـ:
" داود البصري أبو سليمان الوراق: مقبول، من السادسة، وقيل: إنه داود ابن أبي هند، ولم يصح ذلك ... ".
فمن المعلوم بداهة أن رجال الطبقة السادسة عند الحافظ ـ رحمه الله ـ هم:
(طبقة عاصروا الخامسة، لكن لم يثبت لهم لقاء أحد من الصحابة كابن جريج) كما في "مقدمة التقريب" (ص82 بتحقيق أبي الأشبال الباكستاني) .
فلما رجعنا إلى ترجمة (أبي سليمان الوراق) هذا من "تهذيب الكمال" (8/472) وجدناه يروي عن التابعين كـ (سماك بن حرب) وأتباعهم كـ (سعيد بن حكيم بن معاوية بن حيدة القشيري) ـ أخي (بهز بن حكيم) ـ و (عباد ابن راشد) صاحب الحسن البصري.
فلا مدخل للرجل بابن عباس ولا غيره من الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ ولا ينبغي لقيس الماصر أن ينزل إلى الرواية عنه، وإلا كان إسناداً في منتهى الغرابة، لكن لا غرابة ولا استشكال حين يأتي به (عبد الله بن دكين) وأمثاله!