حفظه ربما دلس، فلعل هذا الحديث مما تغير حفظه فيه، ويراجع ما كتبته في تخريج أحاديث "الرسالة الوازعة للمعتدين عن سب صحابة سيد المرسلين" فإن الظاهر أن الحديث بمجموع طرقه صحيح والله أعلم، وتعليل الحديث من طريق أو الطريقين لا يعني أنه معل من جميع طرقه، إلا إذا جزم حافظ من الحفاظ أنه لا يصح بوجه من الوجوه.
352- قال البزار رحمه الله (ج1ص291) : حدثنا محمد بن يحيى بن السكن، قال: حدثنا حبان بن هلال، وأملاه علينا من كتابه، عن همام، عن قتادة، عن أبي العالية، عن ابن عباس، عن عمر، أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ، قال: لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجد الحرام، ومسجدي هذا، ومسجد الأقصى) .
قال أبو عبد الرحمن: هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن الإمام البزار قال عقب الحديث: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عمر إلا من هذا الوجه، من هذا الإسناد، وهو خطأ أتى خطؤه من حبان، لأن هذا الحديث إنما يرويه همام، وغيره عن قتادة عن قزعة عن أبي سعيد.
ثم قال الحافظ ابن كثير كما في "مسند الفاروق" (ج1ص327) قلت: وروى الإسماعيلي من حديث الثوري، عن أبي سنان ضرار، عن عبد الله بن أبي الهذيل قال: سمعت عمر خطبنا بالروحاء فقال: لا تشد الرحال إلا إلى البيت العتيق. وهكذا رواه موقوفاً على عمر رضي الله عنه.
353- قال الإمام البخاري في "التاريخ الكبير" (ج4ص29) : سليمان بن عتيق الحجازى، قال الحميدي نا ابن عيينة عن زياد بن سعد عن سليمان بن عتيق عن ابن الزبير سمع عمر يقول: صلاة في المسجد الحرام خير من مائة صلاة فيما سواه.
وقال إسحاق ابن نصر: أنا عبد الرزاق أنا ابن جريح, وسليمان بن عتيق سمعا ابن