وأُضيف هنا أنَّ التشكيك في حكمة الله بما يشرع لعباده وبما يوجب عليهم من واجبات، وما يحرِّم عليهم من محرَّمات، وما يُبيح لهم من مباحات، هو مذهب إبليس حين رفض السجود لآدم، زاعماً أنَّ عنصره الناريَّ أفضلُ من عنصر آدم الطينيّ، مع أنَّ منطق العقل يرفض العنصريَّة أصلاً، ويحكم على الكائن بما هو عليه، لا بما كان قبل ذلك في عنصره وأصله، وقد كان ما انتهى إليه تكوين آدم أن كرَّمه الله بالعلم، وبأدوات المعرفة، فأمَرَ اللهُ من تساءل عن الحكمة من خلقه بأن يسجدوا له، وهم ملائكة، بعد أن أظهر الله لهم أن هذا الإنسان مستعدٌّ أن يكون أعلم منهم.

ونظير النزعة العنصرية الفاسدة التي اعتمد عليها إبليس، التسويةُ بين المتفاضلين في الخصائص والصفات وما ينجم عنها من نتائج وآثار، فادِّعاء المساواة بين صنفين مختلفين في الخصائص الجسديَّة والنفسيَّة، ومختلفين في الوظائف الاجتماعية، يتضمَّن قضيَّة فاسدة تناقض مبدأ الحق والعدل.

إنَّ من المعلوم في المشاهد والتجربة، وفي المقرَّرات العلميَّة حتّى أحدث ما ظهر منها أنَّ المرأة ذات خصائص جسديَّة ونفسية مختلفة عن خصائص الرجل.

فخصائص المرأة تؤهلها لوظائف اجتماعيَّة أهمُّها الأمومة، ثم حاجتها إلى رجل يكون هو صاحب القوامة عليها وعلى سائر أعضاء أسرته.

وصاحب القوامة الذي هو الرجل في أسرته، قد يستخدم سلطة قوامته في حمل زوجته على ترك دينها.

من أجل ذلك فإنَّ الله عزَّ وجلَّ لم يُبِحْ للمرأة المسلمة بأن تتزوَّج زوجاً غير مسلم، حمايةً لها من ضغط الزوج، وتأثيره عليها بإخراجها عن إسلامها، وتعريضها لعذاب الله الأبديّ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015