الأمور مناخاً ملائماً لنمو الجراثيم الفكرية، التي يلقيها الغزاة في صفوفهم.
رابعاً: أن يتعهدوا أمكنة الكثافة للجماهير الإسلامية، كالمدارس، والمعاهد والجامعات، والأندية والجمعيات، والأسواق التجارية، وسائر المجتمعات، خشية أن تسري فيها عدو الإصابة بالجراثيم الفكرية الوبائية الخطرة على عقائد المسلمين ومفاهيمهم.
خامساً: أن يقوموا بكل عمل إيجابي بسد حاجات من قصرت أيديهم عن تحصيل مطالب عيشهم وعيش أسرهم، حتى تقوى إرادتهم على مقاومة الوباء، وتكون لديهم قوة جسدية ومناعة نفسية تقيهم الإصابة بجرثومة الفساد الفكري والاعتقادي، التي يقذفها إليهم الأعداء والغزاة.
وباتخاذ هذه الوسائل الإيجابية والسلبية وما يشبهها، يمكن وقاية المجتمعات الإسلامية من عدوى الإصابة بالضلالات الفكرية والاعتقادية والأخلاقية، وعدوى المذاهب الهدامة الوافدة على بلاد المسلمين.
يناقشني الكثيرون ممن يسمون أنفسهم طلائع الفكر العربي الحديث، المتأثرين بمذاهب الغزاة وأفكارهم لا سيما المذاهب الاقتصادية، حول بعض نظم الإسلام، ويأخذ الحوار مجراه المنطقي، ويتبين لي جهلهم التام بنظم الإسلام، أو معرفتهم ببعض جوانب منها دون استكمال الصورة المشرقة التامة لها، أو أنهم يحملون مفاهيم مشوهة عنها، تلقوها عن الكتب الأجنبية التي ألفها المستشرقون أو تلامذتهم، وشوّهوا فيها صورة المفاهيم الإسلامية أيما تشويه.
ويأخذ النقاش حظه من البحث والبيان الصحيح لحقيقة الإسلام ونظمه، ويكتشف هؤلاء خطأ الصورة التي كانت في أذهانهم، ويدركون كمال نظم الإسلام ويعترفون بذلك.
عندئذ أدعوهم إلى تبني نظم الإسلام والدعوة إليها، وهجر النظم