في ذلك أن العرب إذا أعربت اسما من غير لغتها أو بنته اتسعت في لفظه لجهل الاشتقاق فيه" (?).

وقد تناول الزبيدي الاسمين الكريمين تحت مادة (ميكل)، وهي مادة صنعت خصيصا لمعالجة الاسم الكريم (مِيكَالَ)، قال فيها: مِيكائِيلُ أَهْمَلَه الجَوْهَرِيّ والصَّاغانِيّ، وقال يعقوبُ: هو و (ميكائِينُ) على البدَلِ بكسرِهما: اسمُ ملَكٍ من الملائكةِ م معروفٌ، مُوَكَّلٌ بالأرزاقِ، وبهذا الوزنِ (ميكايينُ) من غيرِ هَمْزٍ بياءَيْنِ عن الأعمَش، وقرأ: "مِيكئِلَ" على وزنِ (مِيكَعِل) ابنُ هُرْمُزَ الأعرجُ وابنُ مُحَيْصِن، فأمّا "جِبْرايِيل ومِيكايِيل" بياءَيْن بعد الألِفِ والمَدِّ فَيَقْوى في نفسي أنّها همزةٌ مُخَفّفةٌ، وهي مَكْسُورةٌ، فَخَفِيَتْ وقَرُبَتْ من الياءِ فعبَّرَ القُرّاءُ عنها بالياءِ كما قالوا في قولِه سُبحانَه: "آلاء" عندَ تخفيفِ الهمزةِ "آلاي" بالياء، انتهى. وقد يقال: إنْ كانتْ الكلمةُ سُرْيانِيّةً فَمَحَلُّ ذِكرِها آخِرُ هذا الحرف، كما فَعَلَه صاحبُ اللِّسان وغيرُه، فإنّ الحروفَ كلَّها أصليّة، وإنْ كانتْ مُرَكّبةً من (مِيكا) و (إيل) كتركيبِ (جِبْرائِيلَ) وغيرِهما من أسماءِ الملائكةِ فالأنسَبُ حينَئِذٍ ذِكرُها في (ميك) كما فَعَلَه المُصَنِّف في جِبْرائيلَ فإنّه ذَكَرَه في (جبر)، وتركيب (ميك) ساقطٌ عند المُصَنِّف وغيرِه ". [التاج: ميكل].

• (إِبْرَاهَام) (?): كلمة سريانية، تعني: الأب الرحيم، وهي اسم علم على أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام، وقد تكرر ذكرها في القرآن الكريم كثيرا من هذه المواضع قوله تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} (?).

وقد تعددت فيها القراءات القرآنية حتى وصلت إلى عشرة أوجه. ذكره أبو منصور الجواليقي وقرر أنه أعجمي فقال:" فأما إبراهيم ففيه لغات. قرأت عن أبي زكرياء عن أبي العلاء قال: "إبراهيم" اسم قديم، ليس بعربي. وقد تكلمت به

طور بواسطة نورين ميديا © 2015