أحدهما: أَنْ تكونَ "جُمَالات" جمعَ جُمَال، وجُمَال جَمْعَ جُمْلة، كذا قال الشيخ (?)، ويَحْتاجُ في إثباتِ أنَّ جُمالاً بالضمِّ جمعُ (جُمْلة) بالضمِّ إلى نَقْلٍ.

والثاني: أنَّ "جُمَالات" جمع (جُمالة)، قاله الزمخشري (?)، وهو ظاهرٌ. وقرأ ابنُ عباس والسُّلَمِيُّ وأبو حيوةَ "جُمالة" بضمِّ الجيم، وهي دالَّةٌ لِما قاله الزمخشريُّ آنِفاً" (?).

نتائج هذا الفصل:

1 - كان لتردد القراءة بين اسم الفاعل واسم المفعول أثره الواضح في إثراء المعجم بالمزيد من المعاني، من حيث إن اللفظ واحد والمعنى متعدد، وذلك نحو: مُوَلِّيهَا ومُوَلَّاهَا، ومُسَوِّمِينَ ومُسَوَّمِينَ، ومُخْلِصِينَ ومُخْلَصِينَ، ومُحْتَظِر ومُحْتَظَر، ومُنْشِآت ومُنْشَآت، ومُحْصِنَات ومُحْصَنَات. كما جاءت القراءة في "مُبَيِّنَات" مترددة بين اسمي الفاعل والمفعول لتدل على تعدي الفعل (بَيِّنَ) ولزومه. وجاءت قراءة "مُرْدِفِينَ" بفتح الدال وكسرها شاهدا على توحد معنى: ردف وأردف، وعلى شاكلته جاءت قراءة "مُسْتَنْفِرَة" لتدل على توحد معنى: نفر واستنفر. وقد لا ينصرف المعنى للضد دوما فقراءة "مُفْرَطُونَ" باسم المفعول صرفها كثير من المفسرين إلى معنى: منسيون، بينما قراءة "مُفِرطُونَ" باسم الفاعل معناها: كثيرو الذنوب.

2 - المقرر في كتب النحو أن صيغ المبالغة صور لاسم الفاعل، والفرق بين اسم الفاعل وصيغ المبالغة تكمن في كم الصفة فقط، وقد أفاد المعجم من تردد القراءة بين اسم الفاعل وصيغ المبالغة في ثراء المفردات والمعاني معا؛ لأن تعدد القراءة جاء بصيغة جديدة ومعنى زائد، وذلك في نحو: مَالِك ومَلِك، وقَاسِيَة وقَسِيَّة، وقَانِطِينَ وقَنِطِينَ، وفَارِغَاً وفَرِغَاً، وآنِف وأَنِف، ونَاخِرَة ونَخِرَة.

3 - الفرق بين اسم الفاعل والصفة المشبهة يكمن في المعنى وليس في الفظ؛ لأن كل صيغ الفاعل تصلح للصفة المشبهة، والفيصل بينهما في دلالة الصفة المشبهة على ثبوت الصفة في صاحبها، بينما لا يدل اسم الفاعل على ذلك. والملاحظ أن القراءة جاءت مترددة بين (فَاعِل) و (فَعِل)، وذلك نحو: حَامِئَة وحَمِئَة، وحَاذِرُونَ وحَذِرُونَ، وفَارِهِينَ وفَرِهِينَ، وفَاكِهُونَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015