وهي عند ابن هشام الهاء: "اللاحقة لبيان حركة أو حرف نحو "مَا هِيَهْ" (?) ونحو: هَاهُنَاهْ، ووَازَيْدَاهْ. وأصلها أن يوقف عليها، وربما وُصِلَتْ بِنِيَّةِ الوَقْفِ" (?).
وعلى الرغم من أن حركة آخر الماضي هي حركة بناء إلا أن في اتصال هاء السكت به ثلاثة أقوال:
الأول: المنع مطلقا، وهو مذهب سيبويه والجمهور واختيار المصنف.
والثاني: الجواز مطلقا؛ لأنها لازمة.
والثالث: أنها تلحقه إذا لم يُخَفْ لبسٌ نحو: "قَعَدَهْ"، إلا إذا خِيفَ لبسٌ نحو ضَرَبَهْ والصحيح الأول؛ لأن حركته وإن كانت لازمة فهي شبيهة بحركة الإعراب؛ لأن الماضي إنما بني على حركة لشبهه بالمضارع المعرب في وجوه مذكورة في موضوعها (?).
أما الزبيديُّ فإنه يذكر تعريف ابن هشام السابق، بنصه وهو يتحدث عن أنواع الهاء، ثم يقول: " هاء السكت تلحق المتحرك بحركة غير إعرابية للوقف، نحو: ثُمَّهْ، وكَيْفَهْ، وقيل: لم أبله؛ لتقدير الحركة كما أُسْقِطَ ألفُ "ها" في "هَلُمَّ" لتقدير سكون اللام، وهي ساكنة، وتحريكها لَحْنٌ، ونحو: (يَا مَرْحَبَاهُ بِحِمَارِ عَفْرَاء)، و (يَا مَرْحَبَاهُ بِحِمَارِ نَاجِيَة) مما لا يعتد به. وفى الصحاح: وقد تُزَادُ الهاءُ في الوقف لبيان الحركة، نحو: لِمَهْ و {مَالِيَهْ} و {سُلْطَانِيَهْ}، وثُمَّ مَهْ، بمعنى: ثم ماذا، وقد أتت هذه الهاء في ضروة الشعر كما قال (?):
هُمُ القَائِلُونَ الخَيْرَ وَالأَمِرُونَه ... إِذَا مَا خَشَوْا مِنْ مُعْظَمِ الأَمْرِ مُفَظَّعَاً
فأجراها مجرى هاء الإضمار انتهى. وتسمى هذه الهاء يعني التي في {مَالِيَهْ} و {سُلْطَانِيَهْ} هاء الاستراحة". [التاج: الهاء].