إقامة الصلاة فحسب، بل كان منطلق أنشطة كثيرة. . . فكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعقد فيه الاجتماعات، ويستقبل فيه الوفود، ويقيم فيه حلق الذكر والعلم والإعلام، ومنطلق الدعوة والبعوث، ويبرم فيه كل أمر ذي بال في السلم والحرب. وأول عمل ذي بال بدأه النبي -صلى الله عليه وسلم- حين قدم المدينة مهاجرا أن شرع في بناء المسجد، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا قدم أن سفر بدأ بالمسجد، كما ورد في الصحيح.
أما الآن ومع تدرج الزمن وتغير أساليب الحياة فقد تحول كثير من وظائف المسجد إلى مؤسسات أخرى وهيئات ودوائر. . . لكن لا يعني ذلك أن المسجد انتهت رسالته، أو لم يعد له دوره وتأثيره، بل بقي الكثير. ولو لم يكن للمسجد إلا إقامة الصلاة وما يقام فيه من الحلقات لكان ذلك أمرا عظيما، كيف والصلاة هي ركن الإسلام وعمود الدين، وأعظم شعائر الإسلام الطاهرة.
ومع ذلك لا يزال المسجد مهيأ للقيام بأدوار عظيمة في التعليم والتربية والوعظ والتوجيه والإرشاد، والتكافل الاجتماعي، والحسبة.
وفي أيامنا -وبعد النهضة الشاملة في هذه البلاد المباركة- نرى المساجد بدأت -بحمد الله- تستعيد شيئًا من مكانتها، سواء فيما يتعلق ببنائها والعناية بها، حيث لا تزال حكومة خادم الحرمين الشريفين وفقها الله، ممثلة بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد تولي المساجد عناية طيبة.
وأهل الخير والإحسان لا يزالون بحمد الله يبذلون بنفوس سخية في