2 0 2 - وبينما كان الإمام عبد العزيز في غزواته تلك مات الإمام المجدد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمة الله عليه ورضوانه في سنة 1206عن احدى وتسعين سنة قضاها في الجهاد، وتغذية روح التوحيد بالقوة والعلم، حتى بلغت أقصى ما كان يرجو ويحب.

2 0 3 - ولاقي ربه قرير العين بما قام به في إعلاء كلمة الله، وهدم طواغيت الشرك وتطهير نجد من آثار الجاهلية، وبما نشر من العلوم والمعارف التي نور بها بصائرهم، وطهر أخلاقهم، وزكى أرواحهم، فأمنت البلاد بعد الخوف، واطمأنت النفوس بعد طول الاضطراب، وقام ميزان العدل والقسط، فعرف كل واحد حدَّه فوقف عنده ولم يتعداه وبسط الأمن رواقه، فأصبح المسافر يقطع البلاد من أقصاها إلى أقصاها ومعه المال الوفير، والمتاع الكثير لا يخاف أحدا، ولا يخشى إلا الله. وانصرف الذين كانوا بالأمس قطاع طريق، وسفاَّكي دماء إلى قراءة الكتب ومدارسة العلم، واستثمار الأرض بالحرث والزرع وأنواع المكاسب الطيبة الحلال، فعمت البركة أهل نجد، وشملهم الله بالخير والرحمة.

2 0 4 - مات الشيخ قرير العين آمنا على شجرة التوحيد الزكية التي غرسها، إذا جعل الله له من ذريته رجالا أشداء في الحق أمناء على العلم مخلصين لله دينهم، صادقين مع الله عهدهم. فان والدهم قد نشَّأهم أطيب نشأة وأزكاها، وأعدهم لهذه التركة ليقوموا على حفظها وصيانتها، أولئك هم: الشيخ حسين، والشيخ عبد الله، والشيخ على، والشيخ إبراهيم، وغير هؤلاء من أحفاد الشيخ وذوى قرباه، ومن تلاميذه الذين كانت تعج

طور بواسطة نورين ميديا © 2015