العقيدة، وأن يهدم الشريف معالم الشرك التي في مقبرة المعلاة وجدة وكل بلاد الحجاز، وأهل مكة وغيرها كانت معيشة كثير منهم في ذلك الحين على الدجل والتمويه على عامة الحجاج بهذه المآثر، وابتزاز الأموال منهم باسمها. فإذا ذهبت دهب معها مورد عظيم كانوا يستفيدون به مالا كثيراً، ورياسة ضخمة، ومنزلة في العامة رفيعة، وعند الله وضيعة.
198 – ومن يومئذ بدأ أهل مكة وأشرافها يرهبون النجديين، ويخافون صولتهم، ويحسبون كل ساعة حسابا لغزوتهم التي كانت متوقعة.
199 – فحاولوا مرارا أن يأخذوهم قبل أن يكفروا هم في ذلك. وطالما بعثوا بالجيوش الكثيفة مزودة بأقصى ما تصل إليه يدهم مما تمدهم به الدولة العثمانية من عتاد وسلاح-:إلى أطراف نجد فتفشل، ثم يعيدون الكرة، وتتوغل هذه الجيوش الحجازية التركية في قلب نجد، ثم لا يكون حظها إلا كسابقاتها من الفشل والخيبة، فعمدوا إلى الصلح والمهادنة فعقدوا بينهم وبين الإمام عبد العزيز صلحا، جاء بعده الإمام عبد العزيز يجمع كثير من علماء نجد وأعيانها للحج، ثم جاء في السنة التالية أيضا بجمع أكثر فحجوا وعادوا. ولم يلقوا إلا سلاما وأمنا.
2 00- فوجه النجديون جهودهم وجيوشهم إلى ناحية الحسا لقطع دابر مثيري الفتنة فيها، وكانت مواقع عنيفة دحر النجديون فيها عريعرا، وابنه سعدون، وغنموا مدافعهم التركية التي جاءوا بها إلى الدرعية محملة على الجمال.
2 0 1 – وما زال الإمام سعود يتابع غزواته لنبى خالد حتى أنهك قواهم، وأضعفهم عن أن يقفوا مرة أخرى في وجه جيشه الظافر.