علمائها وشيوخها أكثر ما يستطيع أن ينتفع به في حربه التي يتهيأ لها.

وانطبع في نفسه أيضا صورة لما اعتقد أن عليه أغلب المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها: مما رأى من وفودهم التي كانت تأتي المدينة لزيارة الرسول صلى الله عليه وسلم، حين تدعو رسول صلى الله عليه وسلم، وتطلب منه تفريج الكربات وقضاء الحاجات، وتصيح بأمثال قول شاعرهم:

يا أشرف الرسل ما لي من ألوذ به ... سواك عند حدوث الحادث العمم

وما كانوا يخاطبون به أبا بكر الصديق، وعمر وحمزة، وغيرهم رضي الله عنهم من الاستغاثات والتضرعات التي لا تكون إلا لله وحده، مثل قولهم: يا سيدنا أبابكر الصديق يا مفرج كل هم وغم وضيق. وغير ذلك مما وضعت له الكتب يحفظها المزورون ويلقنونها لهم، كما يحفظ المطوف أدعية الطواف ويلقنها للحاج.

111 - رأى الشيخ كل هذا وأمثاله وسمعه من أولئك الوافدين من مختلف البلدان، فكان عنده من ذلك يقين: أن هؤلاء إنما يحكون ما عليه جمهور أقطارهم من عقائد، وما يدينون به من تقاليد فزاد ذلك في نار ألمه ضراما

112 - خرج الشيخ من المدينة موليا وجهه شطر نجد، ليعلن الحرب الشعواء على تلك الآلهة الباطلة، والعادات الضالة، وعلى مروِّجيها، والقائمين بشأنها، لعله يؤتى من عند الله النصر العزيز، فتصبح كلمة الذين كفروا هي السلفي وكلمة الله هي العليا. والله عزيز حكيم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015