لإزاحة حجب الأوهام والأباطيل، والأخطاء، والأكاذيب عن هذه الدعوة وعن إمامها وشيعتها وأنصارها، حتى يعرفها العالم الإسلامي على حقيقتها، ويروها في لونها الحقيقي مجردة عن الزغل، والغش والخداع
وإنما حملني على ذلك، كثرة ما رأيت وما سمعت من تخبط كثير من الناس في شأنها، ما بين مفرط، ومقصر.
وإن من شر ما منى به المسلمون الجرأة على إلقاء القول بدون تحقق، ورمي التهم الشنيعة في وجوه الأبرياء بدون تروٍّ ولا تثبت، ولقد غلب هذا الخلق الذميم على بعض المتعلمينٍ حتى أصبحوا يقلدون العامة في كل شائعة، ويطلقون ألسنتهم بما لا يليق من القول على غير علم ولا بصيرة، وبلا تفكير في عاقبة ذلك ونتيجته في الدنيا والآخرة، ولا واقفين عند قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا} - وفي قراءةِِ: فتثبتوا- {أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} [الحجرات:6] وقوله تعالى: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [قّ:18] وقول النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل فيما رواه أحمد والترمذي والنسائي "أمسك عليك لسانك"، فقال: وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: "ثكلتك أمك. وهل يَكُبُّ الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم" وقوله صلى الله عليه وسلم "إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها في النار أبعد ما بين المشرقين" رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة.
أسال الله العافية من كل هذا، وأن يقينا شر أنفسنا وسيئات أعمالنا، ويجعلنا بمنه وكرمه من المؤمنين المخلصين الفائزين في الدنيا والآخرة.