الذين هم أبعد الناس عن هداية القرآن، وسنن النبي صلى الله عليه الصلاة والسلام!!.
40 - لقد خدع أولئك الشيوخُ ملوك آل عثمان شر خديعة، وغشوهم ِأعظم غش، إذ أوغروا صدورهم على دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وشوهوا وجهها الجميل بما كذبوه عليها، وألصقوه بها من الفِرى والبهتان، حتى قامت هذه الدولة التي تدعي الخلافة الإسلامية تحارب الدعوة الإسلامية!!
41 - ولو أن ملوك العثمانيين قبلوا في ذلك الحين دعوة الحق، واستجابوا لصوت القرآن وداعي التوحيد، وأحيوا العمل والحكم بما أنزل الله في كتابه، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم لعادت خلافتهم إسلامية حقيقية، والتفَّ المسلمون بقلوبهم وأرواحهم حولها، وسرت فيها روح العظمة والقوة، وتوطدت دعائمها، فما كانت تستطيع أن تنال منها ما نالت تلك المعاول التي سلطها عليها أعداء الإسلام أخيراً فقوضوا بناءها المتداعي، وذهبوا بخيالها الذي كان كالعهن المنفوش، وأصبح المسلمون بعد هذه الأحداث بلا خلافة يعتزون بها، حتى ولو كانت صورية، وقرَّت عيون دول الفرنج التي كانت هذه الخلافة غصة في حلوقها، وقذى في عيونها.
42 - ولعل الله سبحانه وتعالى يهيئ للمسلمين ملكا عادلا مسلما صحيح الإسلام، عظيم النفوذ واسع السلطان يرجع للإسلام خلافته ومجده في ظله، والله بعباده رءوف رحيم.
43 - استجاب العثمانيون لدعاة السوء الخادعين الغاشين، فقاموا يحاربون دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، واستنصروا عليهم بالسيف والقلم، والمدفع