منصور الجواليقي (ت540 هـ) : ((اعلم أنهم كثيرا ما يجترئون على تغيير الأسماء الأعجمية إذا استعملوها، فيبدلون الحروف التي ليست من حروفهم إلى أقربها مخرجا. وربما أبدلوا ما بعُد مخرجه أيضا، والإبدال لازم؛ لئلا يدخلوا في كلامهم ما ليس من حروفهم. وربما غيروا البناء من الكلام الفارسي إلى أبنية العرب. وهذا التغيير يكون بإبدال حرف من حرف، أو زيادة حرف، أو نقصان حرف، أو إبدال حركة بحركة، أو إسكان متحرّك، أو تحريك ساكن. وربما تركوا الحرف على حاله لم يغيّروه)) (?) .
وعلى هذا فإنّ الشين في (لشكر) الفارسية، قد أصبحت سينا في اللغة العربية عن طريق التعريب؛ ذلك لأن الشين والسين من الأصوات المتقاربة في الصفة، المتباعدة في المخرج (?) ؛ إذ إن مخرج السين من طرف اللسان وفُويق الثنايا، ومخرج الشين من وسط اللسان بينه وبين وسط الحنك الأعلى (?) .
وكأني بالعرب قد تأثّروا بلهجاتهم في قلب الشين في (عشكر) سينا؛ جريا على عاداتهم النطقية في مثل: عطس فسمّته وشمّته (?) ، وحُمِس الرَّجل وحُمش: إذا اشتدّ غضبه (?) ، والدّست والدشت بمعنى الصحراء (?) ، وسعرتُ وشعرت (?) .