و (الزرداب) لغة فيه (?) .
والملاحظ هنا: أنّ العرب لم يكن لهم دور كبير وإسهام بالغ في إجراء تغييرات وتبديلات على هذه اللفظة المعرّبة: (سردآب) ، إلا حذف المدّ والاكتفاء بالألف (سرداب) ، مع محاولة تطويع هذه اللفظة لبعض لهجات العرب، فكما إنهم قد وجدوا أنفسهم ينطقون بالسين تارة، وبالزاي تارة أخرى كما في مثْل: (الأزّ والأس) (?) ، والشأْز والشأْ (?) ، (ورُزْداق ورُسْتاق) (?) ، فقد أجرَوا هذه اللفظة المعرَّبة على تلك العادات النطقية، فقالوا: (سرداب وزرداب) ؛ وذلك لأنّ السين والزاي من حروف الصفير التي تتّحد في المخرج؛ إذ إنّ مخرجهما ((مما بين طرف اللسان وفُويق الثنايا)) (?) . كما يُلحظ أنّ (السرداب) لم يعد معروفا في العصر الحديث لحفظ المياه وتبريدها فحسْب، بل أصبح مشابها لـ (الخندق) في الدلالة والوظيفة، من حيث جعله مكانا لحفظ المعدَّات، ومكانا لحماية الجُند ووقايتهم من الأعداء.