وذلك أن لكل اسم من أسماء الله تعالى عبودية خاصة، وأثراً معيناً في القلب والفكر والسلوك.
أما العبودية، فتكون بإثبات الاسم لله تعالى، واعتقاد أن الله متصف بما دل عليه من الصفة، وقيام العواطف المناسبة في القلب، ثم دعاؤه والثناء عليه به، بالحال التي تتناسب مع ما دل عليه من المعاني، فإذا كانت حال الداعي طلب مغفرة ورحمة، دعاه باسمه "الغفور الرحيم"، وإذا كانت حالة استشعار الرحمة وفيض النعمة أثنى عليه بالجواد الكريم المعطي المنعم ... وهكذا.
أما أثر الأسماء -وهو المقصد الأهم في هذا المجال- فكل اسم له أثر خاص يتناسب مع ما يدل عليه من المعنى والصفة، فإن إثبات الاسم لله تعالى واعتقاد أنه متصف بالصفة التي دل عليها يحدث أثراً في القلب، فالقلب باستشعاره لمعنى الصفة يتفاعل ويتجاوب مع ذلك المعنى ويتأثر به، وينبعث لموجبه، محبة أو خوفاً، رغبة أو رهبة، أو تعظيماً وإجلالاً، أو توكلاً ورجاء.
ذلك الانفعال في القلب الناتج عن الاعتقاد، له تأثير على العواطف والإرادات والتفكير، وبالتالي على السلوك؛ ولكل اسم من أسماء الله معنى خاص وتأثير خاص، ولا تزال معاني الأسماء والصفات تتوارد على القلب وتحدث فيه تأثيراً مناسباً لكل منها، حتى تصبح فيه معرفة متكاملة لربه سبحانه وتعالى، وأثراً متكاملاً يخصب فيه نوازع الخير في عواطفه وأعماله