السماع والإجازة
أما بعد حمد الله على حديث نعمه، الحسن المتصل المسلسل، وتواتر مننه التي يدفع بها تدليس كل أمر معتمل، ومزيد كرمه الذي عم المختلف والمؤتلف، فلا ينقطع ولا يوقف على أن يعلل، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، الذي رفع الله به شأن أمته، حين أضحى لهم سنداً، وأمدهم بمتابعات هدايته، فوصل ما كان مقطوعاً، وأعز من كان مفرداً، وعلى آله وأصحابه الذين رموا قلوب أعدائه وجسومهم بالتجريح، وطاعنوا بين يديه
بالعوالي، حتى استقام وقوي متن الدين الصحيح، فقد سمع علي جميع هذا الكتاب المسمى، بإثارة الفوائد المجموعة في الإشارة إلى الفرائد المسموعة، الشيخ الفقيه المحدث الإمام، الحافل الرحال المتقن المجيد، الأصيل الصالح الأزكى المفيد، جمال العلماء زين الفضلاء، أبو عبد الله محمد بن الشيخ الإمام الأوحد الخطيب العالم أبي بكر محمد بن الشيخ الإمام العلاَّمة
القدوة، البارع المتفنن الخطيب، الزاهد السيد الكبير الشهير أبي عبد الله محمد بن أحمد بن يوسف الهاشمي، المالقي المعروف بالطنجّالي، أعلى الله قدره ورفعه، ونفع به طلبة العلم كما نفعه، والشيخ العالم الفاضل أبو عبد الله محمد بن محمد بن اليسر البرسي النحوي، وولده أبو الطاهر محمد، وذلك بقراءة المحدث المجيد الفاضل شهاب الدين أحمد بن
محمد بن إبراهيم بن هلال المقدسي، من أوله إلى ذكر كتاب المعجم الكبير للطبراني، وبقراءتي من ثم إلى آخر الكتاب، في مجالس آخرها يوم الخميس سادس عشر شهر جمادى الآخرة، سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة،