اثاره الفوائد (صفحة 671)

وَقَدْ نَزَلَتْ مِنْهُ عَلَى أَهْلِ يَثْرِبٍ ... رِكَابُ هُدًى حَلَّتْ عَلَيْهِمْ بِأَسْعَدِ

نَبِيٌّ يَرَى مَا لا يَرَى النَّاسُ حَوْلَهُ ... وَيَتْلُو كِتَابَ اللَّهِ فِي كُلِّ مَشْهَدِ

وَإِنْ قَالَ فِي يَوْمٍ مَقَالَةَ غَائِبٍ ... فَتَصْدِيقُهَا فِي الْيَوْمِ أَوْ فِي ضُحَى الْغَدِ

لِيَهْنَ أَبَا بَكْرٍ سَعَادَةَ جَدِّهِ ... بِصُحْبَتِهِ مَنْ يَسْعَدِ اللَّهُ يَسْعَدِ

واللفظ للرواية الأولى والأخرى بمعناه، هذا حديث حسن محفوظ من رواية حزام بن هشام، والكلام على ما يتعلق بإسناده وتحقيق ألفاظه ووجوه معانيها ليس هذا موضعه، وقد كتبت ذلك كله في جزء مفرد وبالله التوفيق، وإلى هنا انتهى منا الكلام فيما قصدناه وتم النظام لما أوردناه، وجعلت هذا الحديث المتضمن لمعجزات نبينا، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأوصافه ختاما، وشيخنا الرباني أبا إسحاق لمن تقدم قبله غاية، وإن كان عند التحقيق لهم إماما فأما الكتب الأدبية ومن سمعت منه شيئا من النظم والنثر فجماعة كثيرون، لكن المقدم منهم في ذلك والبالغ إلى رتبة تصعب إليها المسالك، شيخنا القاضي الأوحد العلامة شهاب الدين أبو الثناء محمود بن سلمان بن فهد الحلبي صاحب ديوان الإنشاء بالشام، ومالك أزمة النثر والنظام ومن انعقد الإجماع على إمامته في هذه الصناعة، وجاز فيها قصب السبق فما يدانى بلاغة ولا براعة، قرأت عليه من تصانيفه ونظمه ونثره قطعة صالحة منها: كتاب حسن التوسل إلى صناعة الترسل في علم المعاني والبيان والبديع وهو كتاب جليل وفي آخره نحو الربع منه أو أكثر من رسائله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015