إبراهيم بن عبد الرحمن بن نوح المقدسي الشافعي، تخريج الحافظ البرزالي له، في جزأين عن ثمانية وثلاثين شيخا بالسماع، وسمعتها عليه بقراءة مخرجها، وكانت وفاة هذا في جمادى الآخرة، سنة إحدى وعشرين وسبع مائة، عن اثنتين وثمانين سنة رحمه الله، ومما سمع شيخنا هذا على شيخ الشيوخ أبي مُحَمَّد عبد العزيز بن عبد المحسن الأنصاري، جميع قصائده النبوية المسماة بالمنح الحرفية في المدح الألفية، وقرأت عليه منها نحو نصفها، إلى آخر قافية حرف الغين، وأجاز لي رواية بقيتها عنه ومما قرأت منها قوله:
أعاذلتي لو رمت نصحي لما لمت ... فلا أنا في هذا الملام ولا أنت
بدت بتعنيفي على صون مهجتي ... عن العار أو صومي عن المأكل السحت
ومنها:
ثوى من ثوى من سوقة ومملك ... ولم يحمدوا ذخرا سوى الورع البخت
جرو لمدى لو مد طرفك نحوه ... لما قلت في تقبيح فعلي ما قلت
حداهم عن الأوطان حادي حماهم ... ولم يسعدوا بالجمع لابن ولا بنت
خذي في سبيلي فالهدى فيه واضح ... بلا عوج فيما أراه ولا أنت
دعتني إلى ترك السفاهة والخنا ... شريعة مهدي الطريقة والسمت
ذكت نار أشواقي إلى نور وجهه ... فيا فرط أشواقي إلى ذلك الوقت
رسول حباه الله من فرط حبه ... مكارم أخلاق تجل عن النعت
زكي أصله قدما وقدس روحه ... وأيد بالنطق المصدق والصمت
ومنها: