وَأَخْبَرَنَاهُ أَعْلَى مِنْ هَذَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ بِقِرَاءَتِي، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْمَارسْتَانِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ اللَّحَّاسِ سَمَاعًا، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْبُسْرِيُّ، أنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مَهْدِيٍّ، فَذَكَرَهُ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ، جَمِيعًا عَنْ أَبِي مُوسَى مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى بِهِ، فَوَقَعَ مُوَافَقَةً لَهُمْ عَالِيَةً
أَنْشَدَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَمْزَةَ بِقِرَاءَتِي قَالَ: أَنْشَدَنَا ابْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ سَمَاعًا عَلَيْهِ قَالَ: أنا الْحَافِظُ أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ فِي كِتَابِهِ وَأَنْشَدَنا لِنَفْسِهِ:
يَا قَاصِدًا عِلْمَ الْحَدِيثِ بِذمِّه ... إِذْ ضَلَّ عَنْ طُرُقِ الْهِدَايَةِ وَهْمُهُ
إِنَّ الْعُلُومَ كَمَا عَلِمْتَ كَثِيرَةٌ ... وَأَجَلُّهَا فِقْهُ الْحَدِيثِ وَعِلْمُهُ
مَنْ كَانَ طَالِبَهُ وَفِيهِ تَيَقُّظٌ ... فَأَتَمُّ سَهْمٍ فِي الْمَعَالِي سَهْمُهُ
لَوْلا الْحَدِيثُ وَأَهْلُهُ لَمْ يَسْتَقِمْ ... دِينُ النَّبِيِّ وَشَذَّ عَنَّا حُكْمُهُ
وَإِذَا اسْتَرَابَ بِقَوْلِنَا مُتَحَذْلِقٌ ... فَأَكَلُّ فَهْمٍ فِي الْبَسِيطَةِ فَهْمُهُ
وكانت وفاة الحافظ أَبِي عَبْد اللَّه، في السادس والعشرين من جمادى الآخرة، سنة ثلاث وأربعين وست مائة، ومولده سنة تسع وستين وخمس مائة، رحمة اللَّه عليه، فلقد أفنى عمره في هذا الشأن، مع الدين والورع