وأبو النجا بْن اللتي الذي روينا من طريقه هذين الكتابين كان من الثقات المعمرين، انفرد بأكثر مسموعاته، ورحل إلى دمشق للإسماع بها، بعد ابن الزبيدي سنة ثلاث وثلاثين، فحدث بها عن أَبِي الوقت بهذين الكتابين، وبالربع الأخير من صحيح البخاري، وبعدة أجزاء عن سعيد بْن البنا، وأبي الفتوح الطائي وجماعة آخرين، وروى أيضا بحلب والكرك وغيرهما من البلاد، ومولده سنة خمس وأربعين وخمس مائة، ومات ببغداد بعد رجوعه إليها، في رابع عشر جمادى الأولى سنة خمس ثلاثين وست مائة، حدثنا عنه بالسماع عشرة من شيوخنا، وجماعة آخرون بالإجازة، وأصحابه وأصحاب ابن الزبيدي أعلى من لقيته من شيوخي، رحمة اللَّه عليهم أجمعين
أخبرني به القاضي أَبُو الفضل سليمان بْن حمزة، سماعا عليه قَالَ: أنبأنا أَبُو حفص عمر بْن كرم الدينوي من بغداد، سنة تسع وعشرين