إن مهمة الببليوجرافيا هي تقريب المادة للقارئ ووضعها في متناول يديه بكامل صورها وأشكالها، وإعطائه المعلومات الأساسية التي يستطيع بواسطتها أن يختار الكتاب المناسب لبحثه في موضوع معين، وفي أسرع وقت وبأقصر طريق.
ولقد توخينا في ضوء ذلك أن يكون هذا الدليل الببليوجرافي سجلاً لما نشر من آثار الشيخ، يجمع المتفرق من أعماله ويدل على مظانها، وتواريخ طبعها وأماكن نشرها، وعدد هذه الطبعات وصورها المختلفة. ولا يقتصر ذلك على المشهور من كتبه ورسائله وإنما يتناول جميع ما سطره الإمام المجدد مما وصل إلى علمنا مطبوعاً ليكون سجلاً شاملاً نافعاً، إن شاء الله، للباحث المتمعن وللقابس العجلان.
ترتيب الكتاب
لقد خلف لنا الشيخ كما ذكرنا آنفاً جملة متنوعة من الآثار فيها الكتاب والرسالة والفتوى والجواب والنبذة، ولقد كان من الصعب التمييز بين هذه الأنواع جميعاً، فكثيراً ما يطلق الناشرون اسم الكتاب على الرسالة أو العكس، كما قد تسمى المسألة فتوى والعكس صحيح، ونحن مع محاولتنا التفريق بين هذه الأنماط من التأليف إلا أننا لا ندعي الجزم بحدود فاصلة بينها. فنحن لم نقصد في هذا التقسيم التمسك بمصطلحات معينة، بقدر ما قصدنا إلى ترتيب المادة التي بين أيدينا ترتياً يجعلها أقرب إلى تناول الباحث.
لقد قسمت أبواب الكتاب حسب الموضوعات التي اشتملت عليها الآثار، ومما لا شك فيه أن معظم ما كتبه الشيخ يتعلق بالعقيدة، وهي تشمل ما كتبه في التوحيد، وإخلاص العبادة لله، ونبذ الخرافات والبدع والأوهام التي كانت سائدة في عصره، وتفنيد آراء المخالفين ورد شبههم. لقد أخذ هذا الموضوع الذي هو صلب القضية في الدعوة السلفية، محل الصدارة بين الموضوعات الأخرى، ولذلك جعلناه الباب الأول وقسمناه إلى فصول ثلاثة: