التجارةِ الرابحةِ فتاجِرُوه، وأنذَرَكم شِدَّةَ بأسِه فحاذِرُوه، وأنيبوا إلى ربِّكم وأسْلِموا وراقبوه. ولا تكونوا كالذين نَسُوا الله فآسَفُوه، فانتقَمَ منهم حينَ خالَفوه (?).

هذا - عباد الله - شعبانُ ضاربًا بجِرانه، نازلًا بمودَّة ربِّكم (?) وإحسانِه، يُصَبُّ (?) عليكم من السَّماء بركاتُه، وتزكِّي أعمالَكم أوقاتُه (?). أطنَبَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في وصفه، ورغَّبَ في قيام ليلة نصفِه، فتأهَّبُوا - رحمكم الله - لقصدِها، وشَمِّروا لاغتنام وِرْدِها. فكم طليقٍ فيها من وَثاقِ الذُّنوب، وحقيق بنَيل كلِّ مطلوب! يُنزِّل الله تعالى فيها صِكاكَ الأرزاق، ويُعجِّل ببركتها (?) فَكاكَ الأعناق. فاهرُبوا إلى الله تعالى فيها من سوء الاجتراح، واطلُبوا منه حوائجَكم تظفَروا بالنجاح.

واعلموا أنَّ وراءكم طالبًا لا يَغفُل، وسالبًا لا يُمْهِل، ونارًا تلفَح، ومقامًا يَفضَح، وقضاءً فَصْلًا، وحَكَمًا عَدْلًا، وكتابًا لا يغادر صغيرةً ولا كبيرة إلا أحصاها، وديَّانًا لا يدَعُ ظُلامةً إلا ردَّها واستقصاها. فرحِمَ الله ذا شيبةٍ عرفَ حقَّها فأكرمها، وذا شبيبة استحسن خَلْقَها فرحِمَها، وذا بصيرةٍ خَبَر مادَّة دائه فحَسَمها، وذا سريرةٍ أصلَحَ فسادَها فأحكمَها؛ قبلَ أن يُنِيخَ بكم الموتُ نياقَه، وَيضرِبَ عليكم رِواقَه، ويُمِرَّ لكم مذاقُه، ويُرهِقَكم سياقُه، ويُوردَكم مواردَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015