بإضاعة المال، والدين يكره ذلك.
وقد يُقال: القوم هم المقصِّرون؛ لأنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لم ينههم عن التأبير، ولم يخبرهم بأن تركه لا يضر، وإنّما أخبرهم بأنّه يظن، ومعلوم عندهم أنّه - صلى الله عليه وسلم - عاش بمكة، ولا نخل بها، وأنّه لو بني على أمرٍ ديني لجزم، ولمَا اكتفى بالإخبار بالظن، فيثبت من ذلك أنّه إنّما استند إلى أمرٍ عادي، فكان عليهم أن يقولوا له: إنّه معروف عندنا بالتجربة أنّ النّخلة إذا لم تؤبَّر يخرج ثمرها شِيصًا، قد جرَّبنا هذا مرارًا لا تحصى، ثم ينظرون ما يقول لهم.
وفي "صحيح مسلم" (?) عن جُدامة (?) بنت وهب قالت: حضرت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أناس، وهو يقول: "لقد هممتُ أن أنهى عن الغيلة، فنظرت في الروم وفارس، فإذا هم يغيلون أولادهم فلا يضرُّ أولادَهم ذلك شيئًا .. ". الحديث.
وفيه (?) عن سعد بن أبي وقاص أنّ رجلاً جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إنّي أَعزِل عن امرأتي. فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لِمَ تفعل ذلك؟ فقال الرجل: أُشفِق على ولدها. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لو كان ذلك ضارًّا ضرَّ فارس والروم".
وفي "مسند أحمد" و"سنن أبي داود" (?) عن أسماء بنت يزيد قالت: