قائمًا، وأتمُّوا لأنفسهم ثم انصرفوا، فصفُّوا وِجاهَ العدو، وجاءت الطائفة الأخرى فصلّى بهم الركعة التي بقيت، ثم ثبت جالسًا، وأتمُّوا لأنفسهم، ثم سلَّم بهم". لفظ مسلم (?).
وهذه الصفة توافق الصفة التي رواها أبو موسى المصري ويزيد الفقير عن جابر، إلا أن في هذه بيان أن كلًّا من الطائفتين أتمَّتْ لأنفسها، فإذا كانت القصة واحدةً تعيَّن أن القصر إنما هو باعتبار الجماعة، وأن قوله هناك: "ولهم ركعة" أي في الجماعة، فلا يُنافي إتمامَهم لأنفسهم.
والقصة الثانية: صالح عن سهل بن أبي حَثْمة "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلَّى بأصحابه في الخوف، فصفَّهم خلفه صفَّين ... " (?) فذكر قصة وقع في حكايتها اضطراب، وذكر الحافظ في "الفتح" (?) أن سهلاً لم يشهد ذات الرقاع، وأن مراد [صالح بن] (?) خوَّات بقوله في الأولى: "عمن صلى ... " رجل آخر غير سهل، أستظهِرُ أنه خوَّات والد صالح.
[ق 18] فصل
رواية قتادة عن سليمان اليشكُري تدلُّ أن ذلك اليوم نزلت الآية، وشُرِعت صلاة الخوف على الصفة التي يُصلِّي فيها الإِمام صلاةً واحدة، ويعارضه ما رواه منصور بن المعتمر عن مجاهد عن أبي عيّاش الزُّرَقي قال: