العلمُ ينهى أهلَه ... أن يمنعوه أهلَه
لعله يبذله ... لأهله لعلَّه
قال الشافعي: "فحمل محمَّد الكتاب في كمِّه، وجاء به معتذرًا من حينه".
ومن الأثقال التي حمَّلها الأستاذ تلك الروايةَ: قولُه: "فبهذه الرواية يُعلم أن ما في "الأم" من محادثات للشافعي مع بعض الناس ليس مناظرة للشافعي مع محمَّد بن الحسن، بل مع بعض أصحابه على خلاف ما توهمه بعضهم".
أقول: من مكارم أخلاق الشافعي، وكمال عقله، وصدق إخلاصه: أن غالب ما يسوقه من المناظرات لا يسمِّي مَنْ ناظره, لأن مقصوده إنما هو تقرير الحق، ودفع الشبهات، وتعليم طرق النظر. وتسميةُ المناظر يتوَهَّم فيها حظُّ النفس، كأنه يقول: ناظرت فلانًا المشهور فقطعته، وفيها غضٌّ من المناظِر بما يبيِّن من خطئه. والواقع أن المناظرات التي في "الأم" وغيرها من كتب الشافعي، منها ما هو مع محمَّد بن الحسن، ومنها ما هو مع بعض أصحابه في حياته أو بعد وفاته. وربما صرَّح الشافعي باسم محمَّد بن الحسن لفائدة، فقد صرَّح باسمه وبأن المناظرة كانت معه في مواضع من كتابه "الرد على محمَّد بن الحسن" كما تراه في "الأم" (ج 7 ص 278 السطر الأول) و (ص 283 السطر 24) و (ص 300 السطر 15) (?). وساق (ج 3 ص 106) (?) المناظرة مع غير مسمى ثم قال في أثنائها آخر الصفحة: