حقّه القبول كما ينفرد به بعض الصحابة، ولا يعارضه من الأدلة الشرعية ما هو أقوى منه، أو كردَّ حديث الرضخ مع شهادة القرآن والقياس الجلي له = فهذا تجرًّ - بالجيم - لا تحرًّ - بالحاء -, أو قل: تحرًّ للباطل لا للحق.

فإن كان المقصود التخييل السحري، فيستطيع من يردّ انفراد الصحابي - أيّ صحابيًّ كان - أن يقول: إن ذلك تحرًّ بالغ، بل ومن يردّ السنن كلّها سوى المتواتر، بل ومَن يردّ المتواتر أيضًا فيقول: بل التحرِّي البالغ يقضي أن لا ينسب إلى شرع الله إلاَّ ما نصَّ عليه كلامه، بل ومن يردّ الدلالة الظنية من القرآن، ويردّ الإجماع قد يقول ذلك، ولم يبق إلا الدلالات اليقينية من القرآن. وشيوخُ الأستاذ من المتكلمين ينفون وجودها، كما يأتي في "الاعتقاديات" (?) إن شاء الله تعالى.

فأما القياس فهو بأن يسمى إلغاؤه تحرّيًا واحتياطًا في دين الله أولى من ذلك كله فإنه بالنسبة إلى ذلك كما قيل:

ويذهب بينها المرئيُّ لغوًا ... كما ألغيتَ في الديةِ الحُوارا (?)

والمقصود هنا أن منزلة أنس عندنا غير منزلته التي يجعله الأستاذ فيها بلا تحرًّ، وإن زعم الأستاذ أنه ليس في كلامه ما ينتقد.

وفي "فتح الباري" (?) في باب المُصَرَّاة: "قال ابنُ السمعاني في "الاصطلام": التعرُّض إلى جانب الصحابة علامة على خذلان فاعله، بل هو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015