وإذا كان أكثر الخطأ وقوعًا وأشده خطرًا الخطأ في الأسماء التي توجد أسماء أخرى تشتبه بها = وجَّهوا معظم عنايتهم إلى هذا، فوضعوا له فنًّا خاصًّا، وهو (المؤتلف والمختلف) أي المؤتلف خطًّا المختلف لفظًا، وهو كل ما لا يفرق بينه إلاّ الشكل أو النقط مثل: (عُبَاد) بعين مهملة مضمومة فموحدة مفتوحة (?) فألف فدال مهملة، مع (عِباد) مثله لكن بكسر أوله، و (عَبَّاد) بتلك الحروف لكن بفتح فتشديد، و (عِيَاذ) بعين مهملة مكسورة فتحتية مخففة فألف فذال معجمة.
وكثيرًا ما يذكرون الاسمين اللذَين يفرق بينهما الخط المجوّد فقط مثل (بشر وشتر). وربما ذكروا ما هو أقل التباسًا من هذا كما يأتي في باب (أحمد وأجمد وأحمر) فصورة الراء مخالفة لصورة الدال مخالفةً بينة، ولكن لما كانت صورتاهما قد تتقاربان في بعض الخطوط، وكان اسم (أحمر) قليلاً من سمى به لم يؤمَن فيمن يرى في كتابٍ "أحمر بن فلان" مقاربة فيه صورة الراء لصورة الدال أن يتبادر إلى ذهنه أنّه أحمد.
فأمّا ما يزيد أحد الاسمين فيه على الآخر بحرف كحسن وحسين، وسعد وسعيد، وعبد الله وعبيد الله، وأشباه ذلك؛ فقلّما يتعرضون له لأنّه يكثر جدًّا.
أسلفتُ أنّ العناية الناجحة بتصحيح الكتب للطبع تتوقف على أمور، أهمها توفّر المَرَاجع، فهل بين أيدي المصحّحين مَرْجع واف في المؤتلف والمختلف؟