وعلامات توضّح أنّ الحرف مهمل - أي غير منقوط - ما هو كفيل مع تحقيق الخط بَدَاء (?) كل لبس.

وقد كان السلف يُعْنَون بذلك حق العناية، حتى إن بعضهم سمع خبرًا فيه ذكر أبي الحوراء - بالحاء والراء - فكتبه وخاف أن يلتبس فيما بعد بأبي الجوزاء - بالجيم والزاي - فلم يكتف بعدم النقط ولا بوضع العلامات حتى كتب تحت الكلمة (حور عين).

ثم لمّا شاع التساهل في الضبط, وكَثُر في الشيوخ من يقلّ تحقيقه، واضطر أهل العلم إلى الأخذ من الكتب بدون سماع = فزع المحققون إلى ما يدافعون به الخطأ والتصحيف.

فمن ذلك: تأليفهم كتب التراجم مرتبة على الحروف، ثم على الأبواب لكل اسم، كما تراه في "تاريخ البخاري" و"كتاب ابن أبي حاتم" فمن بعدهما. ولا ريب أنّ هذا يدفع كثيرًا من التصحيف والتحريف.

ومن ذلك: الضبط بالألفاظ، كأن يقال "بحاء غير منقوطة". ويقع للقدماء قليل من هذا، ويكثر في مؤلفات بعض المتأخرين، كابن خلكان في "وفياته" والمنذري في "تكملته" وابن الأثير في "كامله". كما نبه عليه الدكتور مصطفى جواد في مقدمته لـ "تكملة إكمال الإكمال" لابن الصابوني (?).

ومن ذلك - وهو أجلها وأنفعها - تأليف كتب في هذا الموضوع خاصة، وهو ضبط ما يُخْشى الخطأ فيه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015